30 - 06 - 2024

مدينتي الفاضلة | نيفين القباح.. تدفع ضريبة نجاحها

مدينتي الفاضلة | نيفين القباح.. تدفع ضريبة نجاحها

الدور الدور الدور.. الدور على وزيرة التضامن د. نيفين القباح!! مجلس نوابنا انشغل وانفعل وسن أسنانه عليها في جلسة مٌدهشة.. ناح فيها على جوعى تكافل وكرامة، وختمها بإقرار إعفاءات ضريبية للشباعى!! نوابنا استشاطوا من وزيرة متميزة العلم والخبرة، تغزل برجل حمار مسحول، تدير وزارة كوارث إنسانية وكوارث سوء تربية وتعليم.. تسلمتها من د. غادة والي العظيمة، لكونهما متماثلتان في قوة إدارة الوزارة الوحيدة المطالبة بالعدل والرحمة لـ120 مليون مواطن.

 أدهشتني حيثيات حدة هجوم نائبين عليها بالأمس!! أولهما ندد بضآلة ما تدفعه لمستحقى برنامج تكافل وكرامةشهريا - 450 ج للأسرة- مقارنة بسعر الكندوز!! قال النائب:- " أين الكرامة والتكافل وكيلو اللحم ب 300 ج، يعني المعاش قيمته كيلو وربع "!!- فكرني بالثورة الفرنسية- مطالبا بتغيير وزاري!! أيده زميل نائب، مطالبا بمساءلتها عن شطب آلاف متقدمين لبرنامج التكافل، وبطء اجراءات تسجيلهم!! وتعضيدا لهما، أضاف نائب ثالث اتهاما بتعسف موظفي وزارتها مع ذوى الاحتياجات الخاصة!! مفهوم أن الأكثر إزعاجا -لأغلب- نوابنا المنتخبين، هي أوجاع  المعدمين إلا من بطاقة رقم قومي!! لكن من فرط حماس شحن الهجوم عليها " وأفلت منهم " التلميح بإهمال ذوى الهمم، لأننا رأيناهم أخيرا.. أطلوا على الحياة وضياؤهم ساطع.

بثبات أعلنت الوزيرة الحقائق التي غفل عنها مهاجموها، وأيضا مستمعوهم الكرام!! أجابت في نفس الجلسة :-  40 مليون مواطن ملأوا استمارات طلب تكافل وكرامة على الموقع!! تخضع بياناتهم لمراجعة وتحقيق جهات بالرقابة الادارية، ويتم تفضيل الأكثر فقرا بعد الفحص.. هذا العام تضاعف عدد المستفيدين مليون أسرة، وارتفعت الموازنة إلى 25 مليار ج.. وما يٌصرف لهم هو مساعدة وليس معاشا، يضاف إلى دعمهم بخدمات اجتماعية (تأمين صحي وتعليم مجاني وتموين) تعادل ألف جنيه.. وختمت  الوزيرة " انتم الذين توافقون على ميزانية التكافل، لو أردتم التوسع زودوها".

 لم يعلق أحد لأن باقي الجلسة كان مخصصا  لتصويت " موافقون" على تيسيرات استيراد سيارات المصريين بالخارج، وعلى اعفاء ضريبي للمكونات المستوردة لانتاج المحمول محليا!!

أنشأت الوزيرة قاعدة بيانات ومجموعات بحث، لفرز طلبات تكافل وكرامة.. فمنعت تكرار استباحة عشرات آلاف قادرين لبطاقات التموين.. وصل الدعم لمستحقيه، وغضب نواب أهملوا تقصي الحقائق، وقراءة السيرة الذاتية للوزيرة!!

 كثيرون وأنا منهم أخذنا علي وزيرة التضامن عدم حماية الطفل شنوده، واقرار سلخه من هويته ونزعه من كفالة أبوين لم يعرف سواهما يوما.. لكن ثقتي كبيرة في توظيف علمها وخبراتها لإصلاح العوار الانساني للقانون مستقبلا، بمساندة  كل من المجلس القومي للمرأة، ورحمة العدالة الناجزة قريبا.

أما نوابنا المتألمون من عجز المعدمين شراء كيلو وربع كندوز طازة من "الجزار".. لو مصرون على إقالة الوزيرة، افتكروا عجز ورثة ملاك العقارات القديمة بأرقى الأحياء، عن شراء فرخة برازيلي من "الجمعية".  

سيادة وزيرة التضامن، حيثيات المقصلة  المُعدة لك ولأمثالك، هى تاج الشرف والكرامة. 
---------------------------------
بقلم: منى ثابت

 

مقالات اخرى للكاتب

مدينتي الفاضلة | مين قطع النور عن مين؟!





اعلان